علاج دوالي الخصيتين بين الماضي والحاضر
تكثر الأسباب المرضية التي يرجع لها تأخر الإنجاب لدى كثير من الأزواج في مقتبل حياتهم الزوجية، ومن أمثلتها: تشوه الحيوانات المنوية وضعف عددها، أو انخفاض نسبة الهرمونات الذكرية المُفرزة في الجسم وما إلى ذلك، لكن يظل أكثر تلك الأسباب شيوعاً الإصابة بدوالي الخصية.
في السطور التالية نوضح ما هو دوالي الخصية إلى جانب ذكر الوسائل الطبية المختلفة التي يتبعها الأطباء في علاج دوالي الخصيتين.
لماذا يُصاب البعض بدوالي الخصية؟
يُشخص ما يقرب من 40 إلى 50% من الأزواج الذين يلجأون إلى مراكز الذكورة من أجل معرفة السبب وراء تأخر الإنجاب -وذلك في بداية حياتهم الزوجية أو حتى بعد أن يهبهم الله الطفل الأول- بالإصابة بدوالي الخصية وهو ما يدفعهم للتساؤل عن طبيعة هذا المرض وأسبابه وأحدث الطرق الطبية التي يتبعها الأطباء في علاج دوالي الخصيتين.
دوالي الخصية وأسبابها
دوالي الخصية ما هي إلا تمدد يُصيب جدار الأوردة الموجودة داخل الخصيتين مع بعض الحالات التي تُعاني مشكلة وراثية أدت إلى إصابتهم بضعف جدار الأوعية الدموية، لكن هل هذا يعني حتمية إصابة جميع الرجال ممن يعانون تلك المشكلة الوراثية بدوالي الخصيتين؟
خلال الفترة الماضية أجرى الأطباء بعض الدراسات التي توصلوا من خلالها إلى وجود نسبة فقط من المُصابين بضعف جدار الأوعية الدموية قد أُصيبوا بدوالي الخصيتين، وذلك نتيجة عدة عواملٍ أخرى منها:
- مشاكل في صمامات الأوردة الموجودة داخل أوردة الخصية والتي تعمل على تنظيم مرور الدم وعودته من الخصية إلى القلب.
وقد تُصاب تلك الصمامات بالتكلسات نتيجة لترسب بعض العناصر بها -مثل الكالسيوم-، أو الانسداد والتلف، وهو الأمر الذي يؤدي إلى بقاء كمية من الدم داخل الأوردة وعدم عودتها إلى القلب، وهو ما يؤدي إلى تمدد تلك الأوردة بعد فترة فتكون حينئذ مشكلة الدوالي.
- الوقوف لفترات طويلة، وهي أهم أسباب الإصابة بالدوالي، فقد أثبتت الدراسات أن من يعملون في وظائف تحتاج إلى الوقوف دون حركة مستمرة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بدوالي الخصية.
قد تبدو لك الأسباب السابقة بسيطة للغاية، ولا يمكن أن تُحدث ضرراً كبيراً على الجسم كالإصابة بالدوالي، لكنها شديدة التأثير على الخصية على المدى البعيد، ولن نستطيع علاج دوالي الخصيتين دون التخلص من تلك الأسباب أولاً وإن اتباعنا أكثر الطرق العلاجية فاعلية.
كيف تُشخص الحالات المُصابة بدوالي الخصية؟
تكثر الطرق الطبية التي يتبعها الأطباء في علاج دوالي الخصيتين، ويحدد الطبيب الطريقة الأنسب بعد إجراء العديد من الفحوصات، والتي من أهمها:
- الفحص الإكلينيكي للخصيتين وتحسس الأوردة المُصابة بالانتفاخ من أجل تحديد درجة الإصابة وتطورها.
- التصوير المقطعي لأنسجة الخصية، والذي يُعطي الطبيب صورة واضحة للأوردة المُصابة وتعيين مكانها بدقة.
من خلال نتائج الفحوصات السابقة يُحدد الطبيب الطريقة الأنسب في العلاج من بين تناول الأدوية -وذلك في حال الإصابة البسيطة-، أو التدخل الجراحي للحالات الأكثر تطوراً والأزواج الذين يرغبون في الحصول على نتائج سريعة للعلاج من أجل زيادة فرصة الإنجاب.
ما هي الطرق الطبية المتبعة في علاج دوالي الخصيتين؟
عادةً ما يتم علاج دوالي الخصية عن طريق التدخل الجراحي والذي شهد تطوراً كبيراً في الفترة الماضية، بعد أن كانت العملية تُجرى فقط عن طريق الجراحة التقليدية أصبح هناك العديد من التقنيات الحديثة التي تُسهم في إجراء العملية بنسب نجاح مرتفعة وأكثر أمانًا للمريض.
أولاً: الجراحة التقليدية
وهي أولى الطرق التي أُستخدمت في علاج دوالى الخصيه، والتي تُجرى عن طريق عمل شق في المنطقة الأربية حتى يصل الجراح إلى الأوردة المُصابة من الخصية ويقوم بربطها.
حقق التدخل الجراحي التقليدي نسب نجاح مرتفعة نسبياً في علاج دوالي الخصيتين إلا أن المريض كان يحتاج إلى عدة أسابيع حتى يستطيع العودة لمزاولة أنشطة حياته اليومية بصورة طبيعية، كما أن هناك العديد من المضاعفات الأخرى المرتبطة بالجراحة، مثل احتمالية النزيف أو الإصابة بالعدوى.
ثانياً: الجراحة بالمنظار
تُجرى عملية دوالى الخصية بالمنظار عن طريق عمل شق صغير يُدخل الجراح من خلاله المنظار وفي نهايته كاميرا صغيرة لرؤية الأوردة المُصابة، واستخدام أدوات جراحية صغيرة من أجل ربط الأوردة المُصابة.
ساعدت الجراحة بالمنظار في علاج دوالي الخصيه والحد من المضاعفات المحتملة بعد الجراحة، وانتشر إجرائها لفترة طويلة حتى توصل الأطباء إلى تقنية أخرى أكثر أمناً ونجاحاً وهي عملية دوالي الخصية بالميكروسكوب.
ثالثاً: الجراحة الميكروسكوبية
يهدف استخدام الميكروسكوب الجراحي أثناء إجراء عملية دوالي الخصيتين إلى رؤية الأوعية الدموية المُصابة بدقة، إذ يُسهم الميكروسكوب في تكبير الصورة من 10 إلى 15 مرة، وهو ما يُتيح للجراح رؤية الأوردة بوضوح.
تُجرى الجراحة تحت تأثير التخدير الكلي للمريض عن طريق عمل شق جراحي صغير أسفل البطن يصل من خلاله الجراح إلى الأوعية المصابة ويقوم بربطها.
يُعد التدخل الجراحي لـ علاج دوالي الخصيتين من الجراحات الآمنة نسبياً، والتي لا تُشكل خطورة على حياة المريض، لكنها تحتاج إلى جراح ذكورة متخصص ذي خبرة واسعة كي يتمكن من إجراء العملية بمهارة عالية دون أي أخطاء طبية قد تؤثر على خصوبة الزوج وقدرته الإنجابية فيما بعد.